يا رفيق دربٍ ظننته قصيراً و إذا به فجأة .... يطول
عامٌ و أنا أنتظرك أتأخرت أم تعجلت رحيلَ الفصول ؟
عامٌ و أنا أزج الفصلَ بعد الفصل لعلك تقبل بالمثول
أفتقدك و أحتاج إليك لترد عنى الثلجَ و لعناتِ السيول
أولُ عامٍ أهابُ الشتاء و أخافُ من المطرِ الهطول
أناديك لترد عنى ألحانَ فيروز و صوتَها الدافئ المعسول
لتذود عنى أمام قطراتِ مطرٍ تستدرجنى لأن أقول
لأن أكتب .. لأن أغنى ... لأن أطلق سراحَ قلمٍ مغلول
أغنى للذكريات ... لراحلين ... لقادمين عجزوا عن الوصول
أغنى لحبٍ كلما قطعت طريقَ الودِ فيه يعود موصول
ناديتك لتنجدنى فقد بدأ قلبى ...... يميل إلى القبول
مثقلٌ بعامِه هذا كيف بدأه حبيباً و غادره مقتول
فى آيار مات أبى و تساقطت أوراقُ حبى بأيلول
ديسمبر ... ضمنى .. نيابة عن كلِ الراحلين
امسح عن جبينى تجاعيدَ العامِ الحزين
قل لى كيف حالك يا صغيرة و متى تكبرين ؟
لا تذكِّرنى أنى كبرت عشرات السنين
امنح يدى دفئاً لم تمنحه جيوبُ معطفى الثمين
امنحنى أماناً سلبنى إياه أحدُ العابرين
كن مظلتى .. أنا الواقفة تحت المطرِ بين السائرين
قل لى كل عامٍ و أنا هنا .. صديقٌ وفىٌ أمين
كل عامٍ و أنتِ وردةٌ فى الثلج .. يمر الشتاءُ و لا تذبلين
وردةُ درويش التى تُنسى و لا يذكرها حنين
فمن يحن لها سوى الثلجِ و يذكرها كلَ حين
الثلج .... أبى الذى ذاب ذات صيف
الثلج .... ذكرى دافئة مع ضيف
إلهُ الحبِ يُضيّفنى بشرابِ الزيف
و سكرت بحبِه لا أدرى كيف ؟
الثلج ... بياضٌ يفوق السوادَ فى الحزنِ و الانعزال
ردّ قولَ فيروزَ عنى .... ما عاد أحدٌ بالبال
لن ترجع سنينى لترد لى البسمة و الجمال
لن تعيدنى لبابِ الطفولة ... قد أُغلِق بالأقفال
من يومِ ما رحل موكبُ الحبِ و مضى بغيرِ سؤال
و بينى و بين الألحانِ عداوة و بين الأنغامِ قتال
لا جيشَ يقوى على جيشِ الذكرياتِ عند النزال
تموت كلُ فرسانِ الآتى و يصير عرشُهم إلى زوال
الماضى يتفوق على الآتى فى الواقعِ و حتى فى الخيال
ديسمبر .. خذنى إليك .. عانقنى و كأنك أبى
قبِّلنى و كأنك فارسٌ سألته أتحبنى ؟ قال هبِ
ألديك حصان يليق بجميلةٍ مثلى و بمطلبى ؟
سأطلب طلباتٍ كُثر ترقى لمعجزاتِ نبى
رحل الأنبياء يا صديقى و خلّفونا بألفِ مذهبِ
رحلوا فعمت الفرقة و تاه فينا الشيخُ و الصبى
ديسمبر ... أين تذهب بقية العام ؟ خذنى معك
و ردنى حين تأتى بعد عام .. فماذا سأخسر لو اتبعك ؟
أنا أشتاقك كثيراً فإذا احتجتك مَنْ يرجعك ؟
و إذا رحلت و أنت بعيد ... إذا أتيت فمَنْ يطلعك ؟
لا ترحل ديسمبر .. أشوقى إليك لن يمنعك ؟
قدرٌ أن أولد بختامِك فتستقبلنى لكى أودعك