لم أشعر بذاك الشعور من قبل .
عندم أسمع هذه الكَلمة
"انتظار" ، أتذكر وجهك، تحركاتك و جميع سكناتك ، لما ترتبط هذه الكلمة
؟!، لما لا تكن غيرها،؟! أهذه عادتك منذ خُلقت أم أمتلكتها بوجودي الزائف في
حياتك؟!
ربما ...
ظللت أنظر إلى تساقط الثلوج وكأن كل حبة منها تتمايل في نزولها لتكمل ذاك
الفستان، الذي تم صُنعه لزفاف الأرض بالسماء ، ترى السماء تنظر لفستانها فتتزين سحابها
بالحُمرة وتتخضب غيومها ، فتثور الأرض من جمالها لتخرج الزهور من وسط الثلوج ليبرق
ذاك الثوب .
سحرني ذاك المنظر المبدع، سبحان الخالق ، مرت مدة ليست بقصيرة وأنا أنظر للسماء
والأرض في إعجاب، إذا بيد تُوضع علي كتفي الأيسر في حنان لم أعهده منذ مدة ، أدرت
وجهي ليواجه وجه ففزعت منه ، لم أستطع تحديد ملامحه، كان أشبه بلوحة تم تشويه
معالمها عند رفض راسمها لها ، هكذا كان .
إذا بصوتٍ رخيم لا يناسبه إطلاقًا،يبث الأمن فيّ، رغم رعبي منه، غريبة نفسي
تفزع و تأمن في نفس ذاك الوقت، أخذت شفاهه المُبهمة بلفظ كلمات طلما عشقتها "
لمَّا تقفين هكذا ؟! سوف تصابين بالبرد حوريتي" .
عند لفظه لأخر كَلِمة، بدأ جسدي في الارتعاش بين يديه، تذكرت عندما كان لا
ينادي علي إلا بهذه الكلمة " حوريتي" ، أندلع الصراع بداخلي ألم يتركني
وحيده أتجرع العذاب ؟! كنت أجلس بالايام أعد الدقائق لعودته مع أنه قالها لي
مباشرة " أني راحل حوريتي، انكِ تستحقين أن تعاملي كحورية ومن الآن ستصبحي
حورية غيري " حاولت اللحاق بك لأقول أنني ملكك وحدك من غيرك يستطيع سماع
قلبي؟! من غيرك يمتلك مقاليد روحي ؟! لا يوجد ولكنك رحلت .
كنت أعد الرمال ليمضي الوقت، خُيل لي أنني أنهيت عد رمال الشاطئ في
انتظاري، ألم تشعر بوجعًا في جذور فؤادك ؟! في نهاية كل يوم بعد أنهاك نفسي في
الانتظار بمختلف عذابه كنت أحاول أشعرك بفقدني كنت أجرب الكثير من طرق الانتحار،
قلت ربما تعود فتجد جُثماني فتشعر بوخزة في قلبك ولو بسيطة ، لكني كنت مخطئة لم
تعد .
لم تعد وأنا أري الدماء تنزف من عروقي تلطخ ملابسك ، فأنا منذ رحيلك أتخذت
ملابسك بديل ربما أشعر بالاحتواء أن كان لحظي، لكنك لم تشعر بذَلك ؟ ...
"أحسست بكِ وبكل آلامك يا حوريتي ".
لقد صُدمت من قوله أيسمع ما يجوب في خاطري، هذا لا يمكن ؟! ...." لا
يا عزيزتي أسمعك وأشعر بكل ما تفكرين به وتحاولين التفوه به فأنتِ بداخلي متشعبة
في كياني لكِ جذور في جميع خلجاتي، ألم تلاحظي أنني شوهت ألم تستنكري ذلك ؟ سوف
أخبرك سبب ذلك ....أنتِ !
نعم أنتِ، فكلما أصابك ألم في نفسك ،أجد من يعذبني بالسواط ويذيقني أبشع
أنواعه وكانت أكثرهم وجعًا تلك التي نزفتي
فيها وانا لم أكون بجورك، يومها فقدت أطرافي ولم أعد أعلم ملامح ذلك الوجه القديم
..سامحيني.
مازالت الدموع تسيل وأشعر بتكسر عظامي
مما سمعت ، إذا بصوت ينادي عليّ "
حورية لماذا تبكين ؟ بُنيتي مع من تتحدث منذ مدة ؟" (كانت ملامح
المنادي متعجبة ومشفقة بشدة ) ، ألتفت إليه فلم أجده امامي لم يكون موجود منذ
البداية، أنما هو خيالي الذي يأبي الاعتراف برحيله واستحالة عودته، سارعت بكفكفت
دمعي واغتصاب ابتسامة علي فمي ، قائلة " لم أكون أحدث أحد يأمي ربما كنت
أدندن أنشودة جديدة لطيف عابرة مع رياح عاتية لم تنتظر أن أودعها فلذلك بكيت
".
ابتسمت ابتسامة حانية " هيا بنا يا بُنيتي ستصابين بالبرد بوقوفك هنا
وحدك ".
حانت مني ألتفاتة للوراء وأنا أمضي إذا بطيفه يحرك يده ليودعني حتي لا أبكي
للرحيله قبل بعثرته في الهواء كالرماد.
ابنة _سامي